روائع مختارة | واحة الأسرة | عش الزوجية | أصول الحياة السعيدة.. بين الزوجين (2)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > عش الزوجية > أصول الحياة السعيدة.. بين الزوجين (2)


  أصول الحياة السعيدة.. بين الزوجين (2)
     عدد مرات المشاهدة: 5881        عدد مرات الإرسال: 1

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فقد ذكرنا في مقال سابق أصلين من أصول السعادة بين الزوجين، ونستكمل في هذه المقالة ما كنا قد بدأناه.

(3) قوامة الرجل على المرأة ورعايته لها:

عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) (رواه البخاري ومسلم).

وقال -تعالى-: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) (النساء:34)، فالرجل قَيّم على المرأة، هو رئيسها وكبيرها وقائدها وسيدها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجَّت.

فعلى الأزواج أن يقمن بواجب القوامة بإلزام أزواجهن بحقوق الله -تعالى- من المحافظة على فرائضه وكفهن عن المفاسد، وأن يقوموا عليهن أيضًا بالإنفاق عليهن، والكسوة والمسكن. وعلى الزوجات أن يحفظن حق أزواجهن وقوامتهم عليهن.

والسبب الموجب لقيام الرجال على النساء (بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)، أي: بسبب فضل الرجال على النساء وإفضالهم عليهن، فتفضيل الرجال على النساء من وجوه متعددة.

فقد ذكروا في فضل الرجال: العقل، والحزم، والعزم، والقوّة، والرزانة، والصبر، والجلد، والكتابة في الغالب، والفروسية، والرمي، وأنَّ منهم الأنبياء والرسل، وفيهم الإمامة الكبرى والصغرى، والجهاد، والأذان، والخطبة، والاعتكاف، والشهادة في الحدود، والقصاص، وزيادة السهم، والتعصيب في الميراث، والحمالة، والقسامة، والولاية في النكاح والطلاق والرجعة، وعدد الأزواج، وإليهم الانتساب، وهم أصحاب اللحى والعمائم.

والسبب الثاني لحصول هذه الفضيلة قوله -تعالى-: (وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أموالهم)، فعليهم لهن المهر والسكنى والنفقة والكسوة.

ومن القوامة تأديب المرأة وتربيتها على كتاب الله، وتعليمها الهدي والسنن، والأخذ على يديها في العلم والعمل.

ومن القوامة أن يشارك الرجل امرأته همومها، وأن يحل لها مشكلاتها، وأن يكون لها عونًا وسندًا، وأن يزيل عنها الخطأ والزلل، وأن يكمل ما بها من نقص وخلل.

ومن القوامة أن ينفق عليها ويطعمها ويكسوها، فعن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه قال: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: (أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ -أَوِ اكْتَسَبْتَ- وَلاَ تَضْرِبِ الْوَجْهَ وَلاَ تُقَبِّحْ وَلاَ تَهْجُرْ إِلاَّ فِي الْبَيْتِ) (رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وحسنه الألباني).

ومن القوامة أن يغار الرجل على أهل بيته، وألا يعرضهم للفتن ومخالطة الرجال، وألا يكون ديوثًا لا يبالي من دخل على أهله، وأن يسد الخلل وألا يدع فرجات للشيطان.

عن عمار بن ياسر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدًا: الديوث، والرَّجِلة من النساء، ومدمن الخمر). قالوا: يا رسول الله أما مدمن الخمر فقد عرفناه، فما الديوث؟ قال: (الذي لا يبالي من دخل على أهله)، قالوا: فما الرجلة من النساء؟ قال: (التي تَشَبه بالرجال) (رواه الطبراني، وصححه الألباني).

والمرأة العاقلة تعلم تفضيل زوجها عليها ثُم لا تتمنى ما فضله الله به، عملاً بقوله -تعالى-: (وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ) (النساء:32)، فإن لزوجها من الصفات ما لا يصلح لها.

كما أن لها من الصفات ما لا يصلح لزوجها، فلا تقارن عاطفتها بعقله، ولا ضعفها بحزمه، فإن كلاً ميسر لما خلق له، ولو تفكرت وتدبرت لعلمت أنها قد تفوق زوجها بما اختصت به.

وقد قيل: "قوة المرأة في ضعفها"، وأصدق من ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ) (متفق عليه).

(4) حفظ المرأة لزوجها ورعايتها له:

قال -تعالى-: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) (النساء:34).

(فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ) أي: مطيعات لله -تعالى-، (حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ) أي: مطيعات لأزواجهن حتى في الغيب تحفظ بعلها بنفسها وماله، وذلك بحفظ الله لهن وتوفيقه لهن، لا من أنفسهن، فإن النفس أمارة بالسوء، ولكن من توكل على الله كفاه ما أهمه من أمر دينه ودنياه.

أما حفظ المرأة لزوجها فبعدة أمور:

منها: حفظ نفسها عن الزنا لئلا يلحق الزوج العار بسبب زناها، ولئلا يلتحق به الولد المتكون من نطفة غيره.

ومنها: حفظ منزله عما لا ينبغي وعما يكرهه.

ومنها: حفظ ماله عن الضياع.

ومنها: حفظ سر زوجها، وما يقع بينه وبينها في الخلوة.

ومنها: حفظ عيبه أن تذيعه، ومن ذلك المنافرة واللطمة والغضبة ونحوها.

ومنها: ألا تخرج من بيتها إلا بإذنه.

ومنها: ألا تُدخل منزله أحدًا يكرهه إلا بإذنه.

ومنها: أن تلبيه إذا دعاها، وأن تخضع له بالقول إذا خاطبها، وأن تسارع إلى أمره إذا أمرها وإلى نهيه إذا نهاها.

والمرأة الصالحة تعين زوجها على طاعة الله، وتشاركه في الدعوة إلى الله -تعالى- ولو بكلمة طيبة تزيل بها همه وتؤانسه برأيها ومشورتها.

عن أبي سعيد وأبي هريرة -رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنِ اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ جَمِيعًا كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

وفي حادثة نزول الوحي على الرسول -صلى الله عليه وسلم- قالت عائشة -رضي الله عنها-: فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ -رضي الله عنها- فَقَالَ: (زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي).

فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ: (لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي). فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: كَلاَّ وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِى الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ (متفق عليه).

وفي قصة الحديبية، عن المسور بن مخرمة -رضي الله عنه- قال: فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لأَصْحَابِهِ: (قُومُوا فَانْحَرُوا، ثُمَّ احْلِقُوا). قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنَ النَّاسِ. فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَتُحِبُّ ذَلِكَ اخْرُجْ ثُمَّ لاَ تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ. فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ نَحَرَ بُدْنَهُ، وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ. فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ، قَامُوا فَنَحَرُوا، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا، حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا (رواه البخاري).

والمرأة الصالحة تطيع زوجها فيما يأمرها به في حدود استطاعتها، فإن هذا مما فضَّل الله به الرجال على النساء، فلا تُغضِب زوجها بقول أو فعل، ولا تضع نفسها في موطن الند له، وربما فسدت بيوت من أجل عناد زوجة، بل عليها أن تطيع زوجها ولا تكثر عناده، فإن كثرة المعارضة والخلاف تولد النفرة والشقاق وتضعف المودة والألفة.

والمرأة لا تكون صالحة إلا إذا كانت مطيعة لزوجها؛ لأن الله -تعالى- قال: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ) والألف واللام في الجمع يفيد الاستغراق، فهذا يقتضي أن كل امرأة تكون صالحة فهي لا بد وأن تكون قانتة مطيعة.

عن عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لو أمرت شيئا أن يسجد لشيء لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها) (رواه ابن ماجه وابن حبان واللفظ له، وصححه الألباني).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ) (رواه أحمد والطبراني، وصححه الألباني).

عن حصين بن محصن أَنَّ عَمَّةً لَهُ أَتَتِ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فِي حَاجَةٍ فَفَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا فَقَالَ لَهَا: (أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ؟). قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: (فَأَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ؟). قَالَتْ: مَا آلُوهُ إِلاَّ مَا عَجَزْتُ عَنْهُ. قَالَ: (انْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ فَإِنَّهُ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ) (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني).

وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (حق الزوج على زوجته أن لو كانت به قرحة فلحستها ما أدت حقه) (رواه الحاكم، وصححه الألباني).

والمرأة الصالحة هي التي تشكر لزوجها وتعرف له حقه ولا تنسى فضله حتى لو أساء إليها مرة؛ فإن كفران العشير جعل أكثر أهل النار من النساء، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في حادثة الكسوف: (وَأُرِيتُ النَّارَ، فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ).

قَالُوا: بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (بِكُفْرِهِنَّ). قِيلَ: يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟! قَالَ: (يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ) (متفق عليه)، وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى امْرَأَةٍ لاَ تَشْكَرُ لِزَوْجِهَا وَهِيَ لاَ تَسْتَغْنِي عَنْهُ) (رواه النسائي في السنن الكبرى والبزار، وصححه الألباني).

ومن أجمل ما نقل حول وصية الزوجة في معاملة زوجها ما أوصت به الجاهلية أمامة بنت الحارث ابنتها أم إياس لما حُمِلت إلى زوجها، فقالت لها: "أيْ بنية؛ إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك، ولكنها تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال.

أي بنية؛ إنك فارقت الجو الذي منه خرجتِ، وخلفت العش الذي فيه درجتِ، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك رقيبًا ومليكًا، فكوني له أمة يكن لك عبدًا وشيكًا.

يا بنية احْمِلِي عني عَشْرَ خِصَالٍ تكن لك ذُخْراً وذِكْرًا:

الصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة.

والتعهُّد لموقع عينه، والتفقُّد لموضع أنفه، فلاَ تَقَع عينُه منك على قبيح، ولاَ يشم منك إلاَ أطيبَ ريح، والكحلُ أحسنُ الحسن، والماء أطيبُ الطيب المفقود.

والتعهد لوقت طعامه، والهدو عنه عند منامه؛ فإن حَرَارة الجوع مَلْهبة، وتنغيص النوم مَغضبة.

والاحتفاظ ببيته وماله، والإرعاء على نفسه وحشمه وعياله؛ فإن الاحتفاظ بالمال حسن التقدير، والإرعاء على العيال والحشم جميل حسن التدبير.

ولاَ تُفْشِي له سرًا، ولاَ تعصي له أمرًا؛ فإنك إن أفشيتِ سِرَّه لم تأمني غَدْرَه، وإن عصيت أمره أوغَرْتِ صَدْره.

ثم اتَّقِي مع ذلك الفرح إن كان تَرِحًا، والاكتئاب عنده إن كان فَرِحًا؛ فإن الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التكدير.

وكوني أشَدَّ ما تكونين له إعظامًا يكن أشد ما يكون لك إكرامًا، وأشد ما تكونين له موافقة يكن أطولَ ما تكونين له مرافقة.

واعلمي أنك لاَ تَصْلِين إلى ما تحبين حتى تُؤْثِرِي رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت، والله يَخِيرُ لك.

فحُمِلت فسُلِّمَت إليه فعَظُم مَوْقِعُها منه وولدت له الملوك السبعة الذين ملكوا بعده اليمن".

والحمد لله رب العالمين.

الكاتب: أحمد يحيى

المصدر: موقع صوت السلف